الحوادث المدرسية في المؤسسات التربوية

المقدمة :

تعتبر الحوادث المدرسية في المؤسسات التربوية هاجز يؤرق الطاقم الإداري و التربوي و الأولياء وفي الأون الأخير كثر الحوادث المدرسية بشكل كبير خاصة في المتوسطات.

و للحوادث المدرسية إجراءات و تحديد مسؤوليات و وثائق تربع مع الحادث المدرسي سنتطرق لها في هذا المقال بالتفصيل.

1-  المسؤولية عن الغير في النصوص التشريعية:

يكون الأستاذ مسؤولا عن تلاميذه في القسم و كذلك اثناء الراحة في الحراسة و اثناء المراقبة في الامتحان و في المطعم المدرسي و اثناء درس التربية البدنية و لدى مرافقة التلاميذ خارج المدرسة و في الملعب و عند دخول التلاميذ الى المدرسة و خروجهم منها سواء:

-        عما يقع منهم للغير

-        عما يقع لهم من الغير.

هذه هي وضعية الأستاذ عند أدائه لمهامه مع التلاميذ في المؤسسة التربوية و خارجها و المسؤولية ثابتة قانون.

مسؤولية المكلف بالمراقبة:

المادة 134 من القانون المدني في نصها الصريح في مجال المسؤولية و التعويض تنص:كل من يجب عليا قانون او اتفاق رقابة شخص اخر في حاجة الى الرقابة بسبب قصر او بسبب حالته العقلية او الجسمية يكون ملزما بتعويض الضرر الذي يحدثه ذلك الشخص للغير بعمله الضار و يترتب عليه الالتزام ولو كان من وقع عليه العمل الضار غير مميز.

الولي مسؤول عن اولاده:

كما تنص المادة 135 من نفس القانون على مايلي: يكون الأب و بعد وفاته الام مسئولين عن الضرر الذي يسببه اولادهما القصر الساكنون معهما كما ان المعلمين و المؤدبين و ارباب العمل و الحرف مسؤولون عن الضرر الذي يسببه تلامذتهم و المتمرنون في الوقت الذي يكونون فيه تحت رقابتهم غير ان مسؤولية الدولة تحل مسؤولية المعلمين و المربين.

مسؤولية الضحية:

إذا كان الضرر غير ناتج عن الأسباب المذكورة أعلاه يكون التعويض على عاتق الضحية نفسها مثل ان يتعثر الطفل فيسقط و يتعرض الى جروح او كسور.

المسؤولية الجزائية:

وهنا يجب التفريق و التمييز بين المسؤولية المدنية و المسؤولية الجزائية اذ لا تنوب الدولة عن المعلم الا فيما يتعلق بالمسؤولية المدنية.

اما المسؤولية الجزائية ( كحالة الضرب العمدي و الضرب المفضي الى الوفاة دون قصد احداثها القتل و الجرح الخطأ ) فإنها دائما تبقى على عاتق المخالف ذاته.

الإدارة تنوب عن المعلم:

ينص المنشور رقم 64/01/550 على : بأن هؤلاء المعلمين لا يمكن ان يكونوا مطالبين بأي حال من الأحوال بالمثول اما العدالة يطلب من الضحية او ممثليها بسبب الأخطاء التي تنسب لهم او بسبب إهمالهم أو تغافلهم وإلا فإن الدعوى تقدم من طرف الضحية أو ممثلها امام العدالة ضد الدولة التي هي ضامنة حق التعويض وعلى المعدي أن يقيم الدليل عن  الخطأ أو عن الأضرار المترتبة.

الإدارة تحمي الموظف:

إذ تعرض العامل لمتابعة قضائية من الغير بسبب ارتكابه خطأ في خدمته يجب على المؤسسة او الإدارة التي ينتمي اليها ان تحميه من العقوبات المدنية التي تسلط عليه ما لم ينسب الى هذا لعامل نفسه خطأ شخص يمكن أن يفصل عن ممارسة مهامه.

و يمكن للإدارة ان تحمل العامل المتسبب في الحادث على مجلس التأديب متى ثبت لديها أن الحادث كان نتيجة اهمال او تقصير او تهاون او رفض تنفيذ التعليمات و الأوامر.

حق الادرة في رفض المسؤولية( دعوة الضمان) :

للإدارة الحق في التخلي عن تحمل لمسؤولية التي كانت على كاهلها في التعويض والنيابة  عن المعلم او الموظف بصفة عامة اذا ثبت لديها ان الحادث كان نتيجة تهاون و اهمال و تقصير من طرف هذا الموظف وتنص المادة 20 من القانون المدني على: يتعرض الموظف لعقوبة تأديبية دون المساس بتطبيق القانون الجزائي ان اقتضى الأمر اذا صدر منه أي إخلال بواجباته المهنية او أي مساس بالانضباط او ارتكاب أي خطأ خلال ممارسة مهامه.

2-  الإجراءات المتبعة عند وقوع حاث مدرسي:

إجراءات استعجالية (الإسعاف) :

من باب و مبدا الإنساني يجب ان يقوم أي شخص مايلي:

-        اسعاف الضحية و يجب ان يتم في الحين دون إضاعة الوقت.

-        من الضروري عرض الضحية على الطبيب.

-        أخذ الاحتياطات اللازمة إذا أصبح نقل المصاب ضروريا الى أقرب مستشفى.

-        لا يجب الاكتفاء بالانطباع الأول حول حالة الضحية بل يجب عرضه على الطبيب.

-        إعلام الولي في الحين بالحادث الذي أصاب ابنه.

الإجراءات الادارية:

بأن الدولة معرضة للأثبات او النفي اما المحاكم فإنه يتعين ان تكون جميع الظروف التي أحاطت بالحادث معروفة و محددة و دقيقة.

اذ يتحتم اذن إجراء تحقيق دقيق و مفصل عن ظروف و ملبسات الحادث المدرسي من طرف المسؤول الإداري.

إذا كان الحادث قد أدى الى وفاة الضحية او قد يؤدي الى وفاتها فإن التحقيق يقع من طرف مدير التربية ذاته.(المنشور رقم 550).

التحقيق هو الذي يحدد الظروف التي وقع فيها الحادث و يساعد على تحيدي المسؤولية او المسؤوليات لأنه على دور كل طرف في الحادث و زمانه و مكانه و أسبابه و مسبباته و الشهور الحاضرون للحادث.

توجيهات عامة:

هناك فرق بين التقرير الإداري عن الحادث المدرسي و التقرير الموجه لتعاضدية الحوادث المدرسية الذي يتكون من مطبوعات خاصة يقدم من طرف مدير المؤسسة التربوية التي وقع فيها الحادث المدرسي في نسختين.

التقرير الإداري :

يحرر التقرير الإداري عن الحادث المدرسي في عدة نسخ و ترسل منها نسختين الى مديرية التربية التي تحول بدورها نسخة منه الى وزارة التربية مهما كانت درجة خطورة الحادث و الأضرار التي تسبب فيها و تقوم وزارة التربية ذاتها بالدفاع عن مصالح الدولة اما المحاكم و لا يتدخل الممثل العدلي للخزينة كما هو الشأن في حادث العمل الذي يكون فيه الموظف هو الضحية بصفة عامة و يكون المتسبب فيه شخص اخر.

معطيات التقرير:

يجب ان يشمل التقرير كل المعطيات و الحيثيات المساعدة على كشف ملبسات هذا الحادث:

-        هوية الضحية و عمرها و السنة الدراسية و المستوى و هوية المتسبب او المتسببين في الضرر.

-        ظروف وقوع الحادث الزمان و المكان بدقة.

-        المسؤول عن الحراسة او المراقبة.

-        الشهود الحاضرين وقت حدوث الحادث المدرسي.

-        رأي المسؤول الإداري الذي قام بالتحقيق.

تقرير تعاضدية الحوادث المدرسية:

التلميذ مؤمن ضد الحوادث المدرسية من قبل التعاضدية الحوادث المدرسية مقابل مشاركته التي يدفعها ضمن حقوق التسجيل و التمدرس في بداية السنة الدراسية.

وطبقا للقانون التعاضدية الأساسي فإن مدير المؤسسة ملزم بإخبارها بتقرير كلما وقع حادث مدرسي لأحد التلاميذ و يكون الاخبار بواسطة مطبوعات خاصة وضعتها التعاضدية و يوقع التقرير في خمس نسخ متشابهة لكل واحدة لونها الخاص بها و هي الأبيض و الأزرق و الأخضر و الأحمر و الأصفر.

وترسل كل نسخة من هذه النسخ بعد أن تملأ بدقة الى:

-        تعاضدية الحوادث المدرسية النسخة البيضاء.

-        مديرية التربية النسخة الخضراء.

-        مدير المدرسة النسخة الزرقاء.

-        ممثل تعاضدية الحوادث المدرسية الولائي النسخة الصفراء.

-        الاحتفاظ بالنسخة الحمراء في الأرشيف.

الخاتمة:

لقد تزايدت الحوادث المدرسية في السنوات الأخيرة بسبب الاكتظاظ و تفشي العنف المدرسي بشكل غير معقول فهنا من واجبنا نحن موظفي قطاع التربية التنجد جميعا و العمل على تفادي أي حادث مدرسي في المؤسسات التربوية وهذا بإتخاذ الإجراءات التي تحول دون ذلك.